التكوين الفني والمهني في تونس: ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة

يُعد التكوين الفني والمهني عنصرًا محوريًا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تونس. يتميز هذا النوع من التعليم بالتركيز على تزويد الشباب بمهارات عملية وتقنية تُسهم في تلبية احتياجات سوق العمل المتجددة وتعزيز الإنتاجية الوطنية. في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد، يُعتبر الاستثمار في التعليم المهني والتقني استراتيجية ضرورية للحد من البطالة ودعم الاقتصاد الوطني.
كما يعد التكوين المهني فرصة جيدة لمن يبحثون عن الهجرة خارج حدود الوطن حيث اصبحت المهن اليدوية من اكثر الاختصاصات طلبا في دول مثل كندا والولايات المتحدة الامريكية والمانيا مما يعزز فرص النجاح للمهنيين والحرفيين

1 – دور واهمية التكوين المهني

التكوين-الفني-والمهني-في-تونس-1-1024x576 التكوين الفني والمهني في تونس: ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة

تلبية احتياجات سوق العمل

يهدف التكوين الفني والمهني إلى تدريب الأفراد وتأهيلهم وتعليمهم للانخراط في قطاعات اقتصادية مختلفة تتطلب مهارات تقنية محددة. في تونس، تُعد القطاعات الصناعية كالحدادة والنجارة، والبناء، والفلاحة، والخدمات أبرز المجالات التي تستفيد من خريجي التعليم المهني.
ويطلب سوق العمل في هذه المجالات زيادة العمالة باستمرار بسبب ارتفاع الطلب على الحرفيين داخل وخارج تونس

تقليص نسب البطالة
يُسهم التعليم المهني في تقليص معدلات البطالة، خاصة بين الشباب الذين يُمثلون نسبة كبيرة من سكان تونس. وفقًا لبيانات رسمية، يوفر قطاع التعليم المهني فرصًا تدريبية تُساعد الخريجين على الاندماج السريع في سوق العمل، مما يُقلل من الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق.

دعم الاقتصاد الوطني
من خلال توفير يد عاملة مدربة ومؤهلة، يُسهم التعليم المهني في تحسين كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية. كما يُساعد في تعزيز تنافسية المؤسسات التونسية على المستويين المحلي والدولي، خاصةً في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية.

2- الإحصائيات والواقع الحالي للتعليم الفني والمهني في تونس

التكوين-الفني-والمهني-في-تونس-2-1024x576 التكوين الفني والمهني في تونس: ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة

تُشرف الوكالة التونسية للتكوين المهني على 136 مركز تكوين مهني موزعة على مختلف مناطق الجمهورية. تقدم هذه المراكز تكوينًا في أكثر من 400 تخصص في 12 قطاعًا اقتصاديًا. ويُقدّر عدد المتدربين سنويًا بعشرات الآلاف، مما يُبرز أهمية هذا القطاع في دعم التنمية.

فيما يلي جدول يُوضح توزيع المتدربين في اخر احصائيات متوفرة حسب القطاعات التكوينية للسنة التكوينية 2020-2021:

القطاع التكوينيعدد المتدربين
الكهرباء والإلكترونيك6,265
النسيج والإكساء3,470
البناء والأشغال العمومية2,804
الآلية العامة واللحام والتركيب المعدني2,358
الفلاحة83
الصناعات الغذائية85
الجلود والأحذية270
الحرف الفنية والتقليدية553

أمثلة على النجاح

  • قطاع الكهرباء والإلكترونيك يُعتبر الأكثر جذبًا للمتدربين ب 6،265 متدرب نظرًا لحاجة السوق المستمرة إلى فنيين مؤهلين.
  • قطاع البناء والأشغال العمومية يُظهر زيادة في الطلب على الكفاءات مع تطور مشاريع البنية التحتية والافاق المفتوحة في هذا المجال

3-التحديات التي تواجه التكوين المهني في تونس

التكوين-الفني-والمهني-في-تونس-3-1024x576 التكوين الفني والمهني في تونس: ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة

على الرغم من دوره الحيوي والهام جدا يُواجه التكوين المهني في تونس تحديات متعددة:
النظرة الاجتماعية السلبية :
لا تزال الاسر التونسية تعتبر التكوين المهني حلا ثانيا وخيارا اقل قيمة مقارنة بالتعليم الاكاديمي كما تنظر له كنوع من الفشل

مواكبة التطورات التكنولوجية
مع التطورات السريعة في التكنولوجيا ، يُصبح من الضروري تحديث المناهج التدريبية لتتماشى مع احتياجات السوق العالمية في المستقبل

4-آفاق تطوير التعليم الفني والمهني
تحديث المناهج
يجب العمل على تطوير المناهج لتشمل تقنيات حديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والتصنيع الرقمي، مما يُعزز فرص الخريجين في السوق العالمية.

تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص
من المهم تعزيز التعاون بين مراكز التكوين المهني والشركات الخاصة لتوفير فرص تدريب عملي وتوظيف مباشر للخريجين.

التوعية بأهمية التعليم المهني
يتطلب تغيير النظرة الاجتماعية جهودًا من الحكومة والمجتمع المدني لإبراز دور التعليم المهني في تحسين مستوى المعيشة ودعم الاقتصاد.

يُمثل التكوين الفني والمهني في تونس فرصة ذهبية لتحقيق التنمية المستدامة وتقليص معدلات البطالة، خاصةً بين الشباب. من خلال الاستثمار في هذا القطاع، يُمكن تحسين كفاءة سوق العمل ودعم الاقتصاد الوطني. ومع استمرار التحديات، تُعد الجهود الرامية إلى تطوير البنية التحتية، تحديث المناهج، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص خطوات أساسية لضمان نجاح هذا النوع من التعليم في تحقيق أهدافه.
اذا كنت من الناجحين في هذا المجال ارجو ان تشاركنا قصتك ولا تتردد في الاتصال بنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *