إنجاز طبي تاريخي: تونس تُجري أول عملية من نوعها في العالم

حقق الاطار الطبي التونسي تحت إشراف الأستاذ محمد سامي مورالي، رئيس قسم أمراض القلب للكهول بالمستشفى الجامعي الرابطة، وبالتعاون مع الأستاذة سناء والي وفريق وحدة تعديل نبضات القلب انجازاً استثنائياً وفريدا في مجال جراحة القلب حيث تم بنجاح إجراء أول عملية في العالم لاستئصال الارتجاف الأذيني لمريض يحمل قلباً اصطناعياً نتيجة معاناته من قصور قلبي حاد. هذا الإنجاز الذي أعلنته وزارة الصحة يوم الأربعاء 22 جانفي 2025
العملية التي أُجريت باستخدام تقنية “الكهربة النفاذية” (إليكتروبوراتيون) تُعد تقنية الكهربة النفاذية من أحدث التقنيات في مجال علاج اضطرابات القلب، حيث تعتمد على تمرير نبضات كهربائية دقيقة تساعد على تنظيم الإيقاع القلبي بطريقة غير جراحية وآمنة.

هذا النجاح يُبرز ليس فقط كفاءة الأطباء التونسيين، بل أيضًا القدرات العالية للبنية التحتية الطبية في البلاد. لقد أثبتت المستشفيات الجامعية في تونس قدرتها على مواكبة أحدث التطورات في مجال الطب والجراحة، مما يعزز مكانة تونس كمركز طبي متقدم في شمال إفريقيا والعالم.

enjez2-1024x536 إنجاز طبي تاريخي: تونس تُجري أول عملية من نوعها في العالم

1 إنجازات طبية تونسية سابقة

تعتبر تونس سباقة في الانجازات الطبية الفريدة وهو ما يجعلها دائما وجهة مفضلة للمرضي من دول الجوار وحتى الدول الاوروبية والافريقية حيث سجل القطاع الصحي العديد من النجاحات التي وضعت البلاد على خارطة الطب العالمي. في عام 2017، تمكن فريق طبي تونسي من إجراء عملية زراعة كبد ناجحة لطفل صغير، وهو إنجاز كان له صدى واسع محلياً ودولياً. كذلك، برزت تونس في مجال زراعة الكلى، حيث تُعتبر من الدول الرائدة في إفريقيا في هذا التخصص، بفضل الخبرات المتراكمة والتقنيات الحديثة.

وفي مجال جراحة الأعصاب، حقق الأطباء التونسيون نجاحات ملحوظة، من بينها إجراء عمليات دقيقة لعلاج أورام الدماغ باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الفوري. كما كانت تونس سباقة في استخدام الروبوتات الجراحية، مما ساهم في تقليل مضاعفات العمليات الجراحية وتحسين نتائجها.

2 اسباب و عوامل النجاح

يعود نجاح القطاع الطبي التونسي إلى عدة عوامل، أبرزها الاستثمار المستمر في التعليم الطبي والبحث العلمي. تُعتبر كليات الطب في تونس مثل كلية الطب بتونس كلية الطب بالمنستي كلية الطب بسوسة وكلية الطب بصفاقس من بين المؤسسات الرائدة التي تُخرج أطباء ومختصين على مستوى عالٍ في افريقيا والوطن العربي ويلقى المتخرجون من المؤسسات التونسية طلبا متزايدا للعمل في دول اوروبية كفرنسا والمانيا ودول اخرى مثل كندا وامريكيا وذلك لحسن التكوين وتقدم البلاد في المجال الطبي ككل

3 تحديات القطاع الطبي ومستقبل واعد

رغم الإنجازات المبهرة، يواجه القطاع الصحي في تونس تحديات متعددة، منها نقص الموارد في بعض المناطق الداخلية، وضغط الطلب على المستشفيات العمومية في المدن الكبرى. كما يُشكل هجرة الكفاءات الطبية إلى الخارج تحدياً كبيراً، حيث تبحث العديد من الكوادر عن فرص أفضل في أوروبا ودول الخليج. ومع ذلك، تسعى الحكومة إلى وضع سياسات تشجيعية لاحتواء هذه الظاهرة، من خلال تحسين ظروف العمل وزيادة رواتب الأطباء ثم إن الإنجاز الأخير في جراحة القلب يعكس مستقبلًا واعدًا للطب في تونس، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة. من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من الابتكارات الطبية، بفضل الاستثمارات المستمرة في البحث والتطوير. كما تسعى تونس إلى تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للسياحة الطبية، وهو قطاع يمكن أن يسهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.

ختاماً، يُعد نجاح الفرق الطبية التونسية في إجراء أول عملية لاستئصال الارتجاف الأذيني لمريض بقلب اصطناعي إنجازاً تاريخياً يضاف إلى سجل النجاحات الطبية في البلاد. هذا الإنجاز ليس فقط مصدر فخر للتونسيين، بل هو أيضًا رسالة للعالم تُبرز إمكانيات تونس وقدرتها على تحقيق التميز في أصعب المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *