كرة اليد في تونس: من أمجاد الماضي الى خيبات الحاضر

تُعد كرة اليد الرياضة الشعبية الثانية في تونس بعد كرة القدم ، وحققت شعبيتها بفضل النتائج الكبيرة والتاريخية للاندية التونسية والمنتخب الوطني لكنها اليوم تعاني تدهورا وتراجعا كبير في المستوى والنتائج مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التراجع وكيف يمكن استعادة أمجاد الماضي

1-امجاد والقاب كرة اليد التونسية

الاكثر تتويجا في القارة ورقم صعب في كاس العالم :
يعتبر المنتخب التونسي الاكثر تتويجا في افريقيا ب10 القاب قارّية يليه المنتخب المصري ب9 القاب كما كان اول منتخب عربي وافريقي يصل للمربع الذهبي في كاس العالم تونس 2005 كما كان منافسا شرسا وخصما صعبا لكل منتخبات العالم بفضل اجيال متميزة

سيطرة قارية للاندية التونسية وتميز عالمي :
الفرق التونسية مثل النادي الافريقي والترجي الرياضي التونسي والنجم الساحلي كانت ولازالت مسيطرة على البطولات الافريقية حيث فاز مؤخرا الترجي الرياضي التونسي بكاس افريقيا وكاس السوبر منتصرا على الاهلي والزمالك
وكانت البطولة التونسية تزخر بالمواهب مما افرز تنافسية عالية جعلت الاندية التونسية قادرة حتى على مقارعة الاندية الاوربية في السوبر غلوب او كاس العالم للاندية

2-كرة اليد التونسية في الحاضر: تراجع واضح للمنتخب

تراجع النتائج:
تراجعت نتائج المنتخب التونسي بشكل كبير على المستوى القاري اولا والمستوى العالمي ثانيا حيث لم يفز باللقب الافريقي منذ 2018 ولم يصل للنهائي منذ دورتين تاركا المجال لمنتخبات مغمورة كالراس الاخضر

آخر 5 نهائيات لبطولة كأس إفريقيا لكرة اليد للرجال:

منتخبات الشبان وضعف واضح

المنتخبات الشابة لم تعد تحقق نفس النجاح الذي ميز الأجيال السابقة، مما يشير إلى خلل في منظومة تكوين المواهب

المشاكل المالية :
تعاني اغلب الاندية في تونس من مشاكل مادية خانقة خاصة الاندية التي اشتهرت بالتكوين القاعدي كالميدة الرياضية والمكنين وڨرمدة وغيرهم وهو ما يجعل هذه الفرق غير قادرة على انتاج لاعبين بقيمة عالية مثل السابق

ضعف البنية التحتية والتكوين:
ضعف الاستثمار في البنية التحتية والمرافق الرياضية أثر بشكل مباشر على جودة التكوين وهو ما خلق فجوة كبيرة بين الأكاديميات والتكوين القاعدي وبين متطلبات المنافسات الدولية

3 -أسباب التراجع

هجرة اللاعبين لدوريات ضعيفة
كانت المواهب التونسية في السابق تختار الاحتراف الاوروبي واللعب في مستوى عال بينما اصبحت في الحاضر تختار الطرق السهلة لجمع المال عبر الهجرة واللعب في الدوريات الخليجية البعيدة كل البعد عن التنافسية وهو ما خلق شبه غياب لمحترفين من الطراز العالي في المنتخب التونسي

قلة المنافسة المحلية:
تراجع قوة البطولة المحلية أدى إلى انخفاض مستوى اللاعبين، حيث يهيمن الترجي الرياضي على المسابقات المحلية مع منافسة في بعض الاحيان من النادي الافريقي لكن الاندية الاخرى غائبة تماما على غرار النجم الساحلي

ضعف التكوين والتطوير:
هناك نقص واضح في الأكاديميات وبرامج التكوين التي تُعد لاعبين شبابًا بمستوى عالٍ، مما يُضعف القاعدة الرياضية كما ان عدد المهتمين بهذه الرياضة قل ولم يعد الاقبال على ممارستها مثل قبل

4-كيف يمكن استعادة أمجاد الماضي؟

استعادة امجاد الماضي تبدأ باعادة هيكلة الجامعة التونسية لكرة اليد والاستعانة بخبرات اللاعبين المتميزين في المنتخب التونسي في الجيل الذهبي 2005 كحمام وتاج وانور عياد وغيرةم من الاسماء اللامعة
كما يجب رفع عدد الاكاديميات وتطويرها وانشاء برنامج وطني لاكتشاف المواهب وصقلها والاهتمام بها خاصة في المناطق المشهورة بعشقها لكرة اليد

تُعتبر كرة اليد جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الرياضي التونسي، لكن استمرار التراجع في الأداء يهدد مكانتها. باستراتيجية واضحة تقوم على التكوين الجيد والدعم المادي والمعنوي، يمكن لتونس أن تستعيد أمجادها وتعود إلى الساحة الإفريقية والعالمية بقوة.