يواجه الحكام في بطولة تونس كل جولة انتقادات واسعة بسبب بعض القرارات الجدلية لكن بعض المسؤولين او المدربين ظهرو في شكل مدافعين عن منظومة التحكيم في اوقات او مقابلات معينة قبل ان يتراجعو في اقوالهم
في هذا السياق، برز موقف مدرب الملعب التونسي، ماهر الكنزاري، كمثال لهذه الازدواجية في الخطاب.
قبل مواجهته فريق النادي الإفريقي، ظهر ماهر الكنزاري في مؤتمر صحفي يوجه التحية للحكام ويدعو إلى تفهم الظروف التي يواجهونها في اتخاذ قراراتهم الميدانية. قال حينها: “الحكام يمرون بضغوط كبيرة، ويجب علينا دعمهم وفهم أخطائهم”. هذه الكلمات لاقت استحسان كثيرين ونظر إليها كدليل على روح الرياضة والتعاون.
لكن التغير الجذري في خطاب ماهر الكنزاري بعد خسارته أمام الاتحاد المنستيري أثار تساؤلات وجدلًا. في مؤتمر صحفي بعد المباراة، شن ماهر هجومًا لاذعًا على الحكام، موصفا قراراتهم بالمجحفة والمؤثرة سلبًا على نتيجة اللقاء. وقال: “الحكام لا يدركون أهمية قراراتهم وتأثيرها على مجريات المباراة، لقد ظلمنا بشكل واضح”.
هذا التحول في الموقف يثير علامات استفهام حول نزاهة الخطاب الرياضي وثبات المواقف. ففي حين ينادي البعض بدعم الحكام وتقدير صعوبة عملهم، سرعان ما تتبدل هذه النغمة عند الخسارة لتتحول إلى هجوم وانتقاد لاذع. مثل هذه الازدواجية قد تُضعف من مصداقية المدربين وتثير التساؤلات حول غايات تصريحاتهم.
يبقى السؤال المطروح: هل يمكن أن يُنظر إلى مواقف الكنزاري كاستراتيجية للضغط على الحكام في المستقبل، أم أنها تعكس مشاعر اللحظة بعد الخسارة؟ الإجابة تعتمد على السياق والأحداث القادمة، ولكن الأكيد أن هذه الازدواجية تحتاج إلى وقفة تأمل من الأطراف كافة لتعزيز الروح الرياضية واحترام قرارات الحكام، حتى وإن كانت مثيرة للجدل.