يعد لسعد الورتاني، اللاعب التونسي الراحل، واحدًا من أبرز لاعبي خط الوسط في كرة القدم التونسية. ترك بصمته على المستطيل الأخضر بأدائه المميز وأخلاقه العالية، قبل أن يرحل عن عالمنا في حادث مأساوي عام 2013. فيما يلي خمس محطات بارزة في حياته ومسيرته الرياضية
البدايات مع الشبيبة القيروانية
وُلد لسعد الورتاني في 18 أغسطس 1980 بمدينة القيروان، وبدأ مسيرته الكروية في نادي الشبيبة القيروانية. هناك أظهر موهبة لافتة في خط الوسط بفضل رؤيته الثاقبة للعب وقدرته على التحكم في إيقاع المباريات. تألقه المبكر مع فريق مدينته الأم لفت الأنظار إلى إمكانياته، ما فتح أمامه الباب للانتقال إلى أندية أكبر.
التألق مع الملعب التونسي
في عام 2000، انتقل لسعد الورتاني إلى الملعب التونسي، حيث استمر في تطوير مستواه كلاعب خط وسط مميز. شكلت هذه الفترة محطة مهمة في مسيرته، حيث اكتسب المزيد من الخبرة والاحتكاك بمستويات أعلى من المنافسة. مع الملعب التونسي، تمكن من تثبيت أقدامه كلاعب أساسي وأظهر قدراته في المباريات المحلية والدولية.
لكن نهاية تجربته مع الملعب التونسي لم تكن سعيدة حيث حرم من ممارسة كرة القدم لمدة طويلة بعد تهجمه على الحكم في البطولة العربية
الانتقال إلى النادي الإفريقي في 2004
في عام 2004، انضم لسعد الورتاني إلى النادي الإفريقي، وهي الخطوة التي مثلت ذروة مسيرته الكروية. أصبح لاعبًا لا غنى عنه في خط وسط الفريق بفضل أدائه المميز وقدرته على الربط بين الدفاع والهجوم. مع الإفريقي، خاض العديد من المباريات المهمة في البطولات المحلية والقارية، وساهم في تحقيق نتائج إيجابية جعلته يحظى بشعبية كبيرة بين جماهير النادي.
المسيرة الدولية مع المنتخب التونسي
حظي لسعد الورتاني بفرصة تمثيل المنتخب التونسي، حيث لعب في عدة مباريات دولية. رغم أن مسيرته مع المنتخب لم تكن طويلة، إلا أنها كانت كافية لإظهار التزامه وأدائه الراقي على المستوى الدولي. ترك بصمة إيجابية كلاعب وسط قادر على تحقيق التوازن بين المهام الدفاعية والهجومية.
الوفاة المفاجئة وتأثيرها العميق
في 4 يناير 2013، فُجع الوسط الرياضي التونسي بوفاة لسعد الورتاني في حادث مرور أليم. شكلت وفاته صدمة كبيرة للجماهير وزملائه في الملاعب، حيث كان يُعرف بأخلاقه العالية وروحه الرياضية. بعد رحيله، أقيمت له العديد من الفعاليات التكريمية تخليدًا لذكراه، وظل اسمه حاضرًا كواحد من أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة التونسية.
لسعد الورتاني كان مثالًا للاعب الموهوب والمتواضع الذي ترك أثرًا عميقًا في كرة القدم التونسية. مسيرته الحافلة بالتحديات والإنجازات تلهم الأجيال القادمة لتقديم أفضل ما لديهم على أرض الملعب، مع الحفاظ على الروح الرياضية والأخلاق العالية.